كيف بدأ الانترنت قبل 25 سنة ؟
يحتفل العالم
هذه الأيام بالذكرى الـ25 على ظهور الشبكة العنكبوتية العالمية، فقد
استطاع “الويب” بسرعة فائقة أن يغير وجه العالم باستخدام المواقع
الإلكترونية وإحداث ثورات الربيع العربي، ويفتح العديد من المجالات ويحقق
الكثير من المكاسب الاجتماعية والاقتصادية والعلمية.
وقد صادف الذكرى الـ25 لاختراع الويب،
إصدار حملة جديدة لمكافحة التجسس على مستخدمي الإنترنت من قبل الحكومات،
خاصةً بعد اتخاذ وكالة الأمن القومي لأمريكية إجراءات رقابية بخصوص
الإنترنت، ونص بيان الحملة على ضرورة تدشين قانون لحفظ حقوق مستخدمي
الإنترنت.
الفرق بين الإنترنت والشبكة العنكبوتية
وقد اختلط الأمر بين الكثير في التفرقة
بين الإنترنت والشبكة العنكبوتية، فالشبكة العنكبوتية ليست هى الإنترنت
ولكنها وسيلة لتبادل المعلومات عن طريق الإنترنت.
فالإنترنت شبكة عالمية للتواصل واكتساب المعلومات في جميع أنحاء العالم بواسطة وسائل بصرية وصوتية ونصية مكتوبة.
أما الشبكة العنكبوتية العالمية “World
Wide Web ” فهى شبكة ضخمة تتكون من مواقع إلكترونية مختلفة مرتبطة ببعضها
البعض من خلال الروابط التشعبية “Hyperlinks”، وعناوين المواقع الإلكترونية
“URLs”، ويتكون الموقع الإلكتروني الواحد من نوع أو أكثر من الملفات تسمى
“صفحات” ومحتواها يتضمن ( نصوص، صور، أصوات، رسوم متحركة، ملفات فيديو)،
وتستخدم لغة “HTML” والتي يمكن قراءتها من خلال برامج تصفح الإنترنت مثل
(مايكروسوفت، إنترنت إكسبلورر، فاير فوكس).
بداية ظهور الويب
كان عالم الكمبيوتر البريطاني تيم بيرنرز
مخترع الشبكة العنكبوتية التي توصل لهذا الابتكار في مثل هذا الشهر قبل 25
عاماً، يعمل في منظمة أوروبية للبحوث النووية بسويسرا، وعندما زادت المطالب
لربط كل معلومة برابط معين خاص بها، صمم قاعدة بيانات من أفراد وبرامج
وكان ذلك عام 1980.
وفي عام 1984 رغبت المنظمة في مشاركة
البيانات في أماكن متعددة ولكن دون جدوى لعدم توافر أجهزة وبرامج مشتركة
لربط مشاهدة البيانات من خلال أجهزة مختلفة.
وتقدم بيرنرز في مارس 1989 بطلب لعرض
قاعدة البيانات التي صممها دون أن يحظى بأي اهتمام، إلا أن مديره مايك
سيبندال شعر بأهمية ما قدم وتولى مسئولية تشجيعه، وبالفعل توصلا إلى اختراع
الشبكة العالمية.
ودعا بيرنرز الناس للتسجيل والانضمام إلى
حملة ” نريد الويب” من خلال الرابط “webwewant.org”، والذي شاركت في
تنظيمها مؤسسة ويب، لتعريف الناس بكيفية المشاركة في أحداث البلاد والدفاع
عن حقوق المستخدمين على شبكة الإنترنت.
وبعد أن عرض طلبه مرة أخرى في المؤتمر
الأوروبي للتكنولوجيا عام 1990، ولم يجد من يقدر فكرة ربط الرسائل التعشبية
بالإنترنت، قام بارنرز بتجهيز كافة الأدوات التي تساعده في تصميم الشبكة
في الكريسماس من نفس العام، ونجح فى تنفيذ أول شبكة ويب تتحدث عن مشروع
الشبكة العنكبوتية العالمية.
تطورات الويب
كان بيرنرز أول من وضع حجر الأساس في
الويب، وأدهش العالم باختراعه العظيم، ولكن بدأ الكثيرون محاول التطوير
والابتكار في فكرته والبناء عليها، الأمر الذي احدث طفرة كبيرة في كافة
المجلات من اقتصاد واجتماع وسياسة وتعليم، لذا نعرض بعض من هذه النماذج:
- روبرت كايلي، هو مهندس بلجيكي ومن
العلماء الذين عملوا مع تيم بيرنرز لي لتطوير شبكة الإنترنت العالمية، وهو
أول من استخدم الويب في المدارس من خلال مشروع تم بالاتفاق مع المفوضية
الأوروبية لدخول شبكة الإنترنت كمصدر للتعليم.
- الباحث لفينت سيرف يعتبر أحد أباء
الإنترنت، فقد كان له دور فعال في تطوير أول نظام إلكتروني تجاري، وساعد في
تشكيل منظمة “آيكان” المسئولة عن تنسيق نظام العناوين على الإنترنت على
الصعيد العالمي.
- لاري بيج وسيرجي برين مؤسسا “جوجل”،
أكبر محرك بحث في العالم والذي سمح للمستخدمين بالبحث عن المعلومات التي
يريدونها من خلال استخدام كلمات افتتاحية.
- ستيف جوبز المؤسس المشارك لشركة “أبل”،
وكان أول من أطلق “آي فون”، الجهاز الذي أحدث تغيير كبير في كيفية الوصول
إلى الناس عبر شبكة الإنترنت، فهو أول هاتف ذكي يتصفح مواقع الويب، الأمر
الذي أدى لإعادة تصميم العديد من المواقع لاستيعاب أحجام الشاشات الصغيرة.
- جيف بيزوس وهو مؤسس الأمازون الذي لعب
دوراً كبيراً في نمو التجارة الإلكترونية وأصبح أكبر متاجر التجزئة،
والنموذج الأعلى للمبيعات على الإنترنت بداية من ألعاب الفيديو وحتى
المجوهرات، وتنتج الشركة أيضا ًبعض الالكترونيات الاستهلاكية.
- جيمي والس، هوالمؤسس المشارك في موسوعة
الويكيبديا، غير الهادفة للربح والتي تعمل عن طريق السماح للتحرير
المعلوماتي بها من خلال متطوعين من جميع أنحاء العالم، وقد وصلوا إلى 30
مليون متعاون، بلغات مختلفة وصلت إلى 278 لغة.
- مارك زوكربيرج، مؤسس شبكة التواصل
الإجتماعى “الفيس بوك”، والتي سمحت لبناء شبكة خاصة من الأصدقاء الذين
يمكنهم التواصل وتبادل المعلومات في جميع أنحاء العالم، وهو الآن يحتل
الرتيب الثاني على مواقع العالم، وبه أكثر من 1.2 مليار مستخدم، وأصبح
منبراً لمجموعة واسعة من التطبيقات، بدءاً من الألعاب وحتى التجارة
الإلكترونية.
- جاك دورسي الشريك المؤسس لـ “تويتر”،
وهو تطبيق يمكن التعبير عن الرأى من خلال تويتات صغيرة على الإنترنت، وهو
يعتبر أداة للاتصال فقط، ولا يعتد به كمقياس للرأي العام حول القضايا
المجتمعية الرئيسية، وهو واحد من الأكثر عشرة مواقع زيارة.
- جانوس فرايس ونيكلاس زينستروم، مؤسسا
“سكايب” وهو عبارة عن خدمة صوتية عبر بروتوكول الانترنت تتيح للمستخدمين
التحدث مع الأهل والأصدقاء في جميع أنحاء العالم مجاناً، وبعد أن أصبح هناك
إمكانية للدردشة عبر الفيديو وصل عدد المسجلين على “سكايب” إلى 663 مليون
مستخدم اعتباراً من نهاية عام 2010، وقد اشترته ميكروسوفت عام 2011 مقابل
8.5 مليار دولار.
رسالة للعالم
ووجه مؤسس الشبكة العالمية العنكبوتية
رسالة للعالم، بمناسبة مرور الاحتفال بمرور 25 عاماً على تأسيسها، أن هدفه
من تأسيس الويب كان ربط المستخدمين من كافة أنحاء العالم بطريقة مسئولة
وآمنة من خلال إنشاء إطار دولي لاستخدام الإنترنت، خاصة في
أعقاب الخلاف الأخير حول الرقابة الحكومية على مواقع الإنترنت، وضرورة
الوقف ضد حجب الحكومات لبعض المواقع وتقييد الحريات.
يذكر أن بداية الإنترنت كانت عام 1950 مع
تطوير الحاسبات الإلكترونية، حيث نشأت المفاهيم الأساسية لحزم الشبكات في
عدة مختبرات لعلوم الكمبيوتر في الولايات المتحدة، بريطانيا، وفرنسا، وكانت
“أربانيت” هى أول شبكة تستخدم بروتوكولات الإنترنت من خلال إرسالها أول
رسالة من خلاله من معمل الكمبيوتر الخاص بالبروفيسور ليوناردو كلينروك في
جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس إلى شبكة ثانية في معهد “ستانفورد” للأبحاث.
اضافة تعليق